الحويطات و الثورة العربية الكبرى
بخروج الشريف الحسين بن علي و أبنائه من الحجاز و استتباب الامر للحكومة السعودية بقيادة الملك المؤسس الموحد / عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه و اسكنه فسيح جناته بدأت حقبة جديدة من تاريخ امتنا العربية الحديث .
فبخروج الشريف من مكة توجه الى الشمال عن طريق البحر و استقل من جدة الباخرة ذات الرقمتين و تقابل مع الزعيم الشريف / عودة ابو تايه في مدينة الوجه الساحلية التي قدم اليها ابو تايه من الاردن لمقابلة الشريف و تعاهدوا على طرد العثمانيين من شرق الاردن و تأسيس حكم الاشراف هناك . و بالفعل قادوا الثورة العربية جنبا الى جنب و فتح الحويطات حصن العقبة و طردوا العثمانيين من الاردن وواصلوا فتوحاتهم حتى دمشق و قد ساعد الحويطات بني عمهم الاسرة الهاشمية في تأسيس المملكة الاردنية الهاشمية و التي يشكل الحويطات فيها الركيزة الاولى و اللبنة الداعمة في بنائها و هم عماد جميع مؤسساتها و كان شيوخ حويطات الأردن كالشيخ / حمد باشا الجازي و كذلك الفارس المظفر / عودة ابو تايه هم اهم ركائزها الوطنية . و لازال ابناؤهم و ابناء قبيلة الحويطات يقومون بنفس الدور في تكريس منجزات بلدهم.
و قد تم توثيق بطولات الزعيم الفارس / عودةابو تايه و ابناء الحويطات في فيلم لورنس العرب الذي اخرجه المخرج الشهير / مصطفى العقاد . و قد مثل دور عودة ابو تايه الممثل العالمي / انتوني كوين . و قد مثل الفيلم في مناطق الاحداث الاصلية . و لكن الفيلم يمثل وجهة نظر مؤلفه البريطاني و قد جانب الحقيقة في اجزاء منه حين ادعى ان امراء الاشراف و القبائل العربية لم تحارب لاجلاء العثمانيين عن ديارهم الا من اجل المال البريطاني . فمن المعلوم ان المؤلف حاول ان ينسب الامجاد كلها لنفسه و لدولته بريطانيا .
و قد تمت مبايعة الشريف عبد الله بن الحسين اميرا لشرق الاردن و سميت في حينها امارة شرق الاردن .
و خلال بضعة سنوات تحولت الى مسمى المملكة الاردنية الهاشمية التي نعرفها جميعا الان بعد ان نالت استقلالها من بريطانيا .
و كان و لا زال ابناء الحويطات ركيزة للاستقرار فيها و قدموا لوطنهم و لا يزالوا يقدمون الكثير من التضحيات و الدماء و الجهد .
منقول